"إيبولا".. مستنقع جديد وجدت "أفريقيا" نفسها غارقة فيه، يوجه ضربات قاتلة لدولها الغربية قبل أن ينطلق مهددًا باقي دول القارة السمراء بل ودول حول العالم.
اليوم الجمعة أعلنت وزارة الصحة في مصر، احتجاز مواطن مصري – 35 عامًا، "احترازيًا" لإصابته بفيروس «إيبولا»، منذ حوالي شهرين، أثناء إقامته بدولة سيراليون، لكنه شفي من إصابته.
"بوابة الشروق" تقدم تعريفا بـ"إيبولا" وإحصائيات بالإنفوجراف حول أرقام قتلى ومصابي الفيروس على مستوى العالم، بالإضافة إلى أسباب الإصابة وطرق العدوى، بالمقارنة بفيروسات مختلفة وطرق الوقاية منها، وفقًا لآخر تقارير نشرتها "نيويورك تايمز".
كم عدد المتأثرين بالمرض؟
أكثر من 5.800 شخص في غينيا وليبيريا ونيجيريا والسنغال وسيراليون، أصيبوا بالإيبولا منذ مارس، وفقًا لمنظمة الصحة العالمية، مما يجعل هذا أكبر وباء على الإطلاق. وتوفى أكثر من 2.800 شخص.
أين تفشى الفيروس؟
ما مدى التفشي؟
قالت "مراكز مكافحة الأمراض واتقائها"، الثلاثاء الماضي، إن السيناريو الأسوأ يمكن أن تصل الحالات إلى 1.4 مليون خلال أربعة أشهر. ويستند نموذج المراكز على بيانات من أغسطس الماضي، وتتضمن حالات في ليبيريا وسيراليون، ولكن ليس غينيا، فالأرقام غير جديرة بالثقة.
كيف يمكن مقارنة الوباء الحالي بأوبئة في الماضي؟
الوباء الحالي هو الأكثر تسببًا في الوفاة، متفوقًا على وباء للفيروس ظهر فيها عام 1976 وتم اكتشافه خلالها.
كيف ينتشر الإيبولا؟
لن تلتقط الفيروس بمجرد وجودك بالقرب من شخص مصاب به، فهو لا ينتقل جوًا، مثل الإنفلونزا أو فيروسات الجهاز التنفسي مثل سارس.
في المقابل، ينتقل إيبولا من خلال تواصل مباشر مع سوائل الجسد. فإذا دخلت دماء أو قيء شخص مصاب بالمرض، في عيون أو أنف أو فم شخص آخر، من الممكن أن تنتقل العدوى.
وفي الوباء الحالي، أغلب الحالات الجديدة وقعت بين أشخاص كانوا يقومون برعاية أقارب مرضى أو قاموا بتجهيز جسد مصاب للدفن.
العاملون في مجال الرعاية الصحية معرضون لمخاطر عالية، خصوصًا إذا لم يتم تجهيزهم بشكل صحيح بملابس واقية أو تدريبهم بشكل صحيح على استخدام هذه الملابس وتطهيرها.
الفيروس يمكن أن يعيش على الأسطح، من ثم فإن أي شيء ملوث بسوائل الجسد، مثل القفاز المطاطي، أو إبرة تحت الجلد، ربما ينشر المرض.
لماذا يصعب احتواء المرض؟
أيبولا ينمو بوتيرة أسرع من الجهود المواكبة لهذا النمو، وسيتطلب مرور أشهر قبل أن يصبح للحكومات والعاملين في الرعاية الصحية في المنطقة اليد العليا، وفقًا لمؤسسة أطباء بلا حدود.
في بعض أجزاء من غرب أفريقيا، هناك اعتقاد أن مجرد نطق كلمة "إيبولا" بصوت مرتفع يؤدي إلى ظهور المرض، ومثل هذه المعتقدات خلقت عقبات رئيسية أمام الأطباء الذين يحاولون مكافحة الوباء.
كيف يتطور المرض؟
تظهر الأعراض بعد حوالي 8 أو 10 أيام من التعرض، وفقًا لـ"مراكز مكافحة الأمراض"، وفي البداية، يبدو الأمر أقرب إلى الإنفلونزا "الصداع والحمى والأوجاع والآلام، بعض الأوقات يكون هناك طفح جلدي أيضًا، ويتبع ذلك الإسهال والقيء".
وفي حوالي نصف الحالات، تأخذ إيبولا منعطفًا خطيرًا، معرضة الضحايا للنزيف. ربما يتقيئون دمًا وتمر في البول، أو النزيف أسفل الجلد، أو من أعينهم أو الفم.
ولكن عادة لا يكون النزيف سببًا في وفاة المرضى، فالأوعية الدموية العميقة الموجودة بالجسم تبدأ في تسريب السوائل، ما يسبب انخفاضًا في ضغط الدم بشكل كبير، ويبدأ القلب والكلى والكبد وغيرها من الأجهزة في الفشل.
كيف يتم علاج المرض؟
ليس هناك لقاح أو علاج قاطع لفيروس إيبولا، وفي حالات الوباء السابقة كان الفيروس قاتلًا في 60 إلى 90% من الحالات.
تخطط حكومة الولايات المتحدة لتطوير سريع للقاح أظهر أنه يحمي قرود المكاك، ولكن ليس هناك ضمان أنه سيؤثر على البشر، وظهر أن نسبة صغيرة من الناس لديها مناعة ضد الفيروس.
السؤال المتعلق بمن ينبغي أن يكون له حق الوصول إلى الإمدادات الشحيحة لدواء تجريبي، أصبح سؤالًا أخلاقيًا محل نقاش ساخن.
بعيدًا عما سبق، فإن كل ما يمكن الأطباء فعله هو محاولة تمريض المصابين باستخدام سوائل وأدوية للحفاظ على ضغط الدم، وعلاج الالتهابات الأخرى التي كثيرًا ما تصيب أجسامهم المنهكة.
ونشرت وكالة الأنباء الفرنسية رسمًا توضيحيًا لأكبر مركز لتلقي العلاج خاص بمنظمة أطباء بلا حدود في ليبيريا.
إذا من أين يأتي المرض؟
اكتشف إيبولا عام 1976، وكان يُعتقد أن أول حالة بين الحيوانات أصيبت به كانت "الغوريلا"؛ لأن التفشي في البشر بدأ بعد تناول الناس لحم هذا الحيوان، ولكن استبعد العلماء هذه النظرية؛ جزئيًا لأن القردة المصابة أصبحت أكثر عرضة للوفاة من البشر.
يعتقد العلماء الآن أن الخفافيش هي المستودع الطبيعي للفيروس، وأن القردة والبشر يلتقطون الفيروس من خلال تناولهم أطعمة سال عليها لعاب أو براز الخفافيش، أو تواصلوا مع أسطح مغطاة بفضلات خفافيش مصابة ثم لمسوا أعينهم أو فمهم.
يبدو أن الوباء الحالي بدأ في قرية بالقرب من غوكيدو في غينيا، وتحديدًا أن اصطياد الخفافيش أمر شائع، وفقًا لمنظمة أطباء بلا حدود.
وما الاختلاف بين إيبولا وغيره من الفيروسات؟
اتجهت أكبر العناوين لتتضمن تفشي فيروسات قاتلة يمتلك العاملون في مجال الرعاية الصحية أدوات قليلة لمكافحتها.
وتستعرض صحيفة "نيويورك تايمز" مقارنة بين أبرز أربعة فيروسات لا يوجد علاج معروف لأي منها، وليس هناك لقاح تم اعتماده للاستخدام البشري.
0 التعليقات:
إرسال تعليق
التعليقات تعبر عن صاحبها فقط